شرح سورة النازعات للأطفال
سورة النازعات هي واحدة من السور المكية التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتحتوي هذه السورة على العديد من الآيات التي تشرح أحداثًا عظيمة ستحدث في يوم القيامة. تهتم السورة بالحديث عن أهوال يوم القيامة وما سيحدث للبشر في هذا اليوم العظيم، وكذلك تذكر بعض قصص الأمم السابقة لتكون عبرة لنا.
1. مقدمة السورة
سورة النازعات هي السورة رقم 79 في القرآن الكريم، وهي مكونة من 46 آية. تتميز هذه السورة بلغة قوية وواضحة، حيث تبدأ بوصف لحالة هائلة، وهي حالة الملائكة الذين ينزعون أرواح البشر في لحظات الموت.
2. الآيات الأولى – وصف الملائكة
تبدأ السورة بالحديث عن الملائكة الذين يقومون بأعمال صعبة. تقول الآيات الأولى:
“وَالْنَّازِعَاتِ غَرْقًا وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا”
الملائكة الذين تُذكرهم السورة هم الذين يسحبون الأرواح من أجساد البشر عند موتهم. هذا السحب يتم بسرعة كبيرة وبقوة شديدة، كما لو أنهم يقتلعون الشيء من مكانه. وتشير السورة أيضًا إلى أن هؤلاء الملائكة يسبحون في السماء بأمر الله تعالى، حيث يتحركون بسرعة وينفذون ما أمرهم الله به.
3. الآيات التالية – مشهد يوم القيامة
ثم تتحدث السورة عن أهوال يوم القيامة، حيث تقول:
“وَالْشَّارِقَاتِ شَرْقًا فَوَارِقَاتٍ فَوَارِقَاتٍ”
وهي تشير إلى الزلازل والأحداث المدهشة التي ستحدث في ذلك اليوم. سيتغير كل شيء على الأرض. كل شيء سيختل ويختلط. البحر سيغرق، السماء ستنفطر، والجبال ستصبح كالهباء المنثور. هذا كله سيكون نتيجة للنفخة الأولى في الصور، وهي أول نفخة تدمر كل شيء. وعندما تُنفخ النفخة الثانية، سيكون الجميع قد بعثوا من قبورهم ليواجهوا جزاءهم.
4. الآيات التي تذكر القصص والعبر
في هذه السورة، يذكر الله تعالى أيضًا قصص الأمم السابقة كي يعظ الناس ويُحذرهم من عواقب العصيان. يذكر الله قصة فرعون، الذي كان جبارًا في الأرض ويكذب بالآيات. رغم أنه كان يمتلك ملكًا عظيمًا، إلا أنه عُوقب في النهاية.
تقول السورة عن فرعون:
“فَفِي رِيحٍ فِي حَرٍ”
أي أنه كان غارقًا في عواقب الظلم والكذب، حتى جاءته النهاية المأساوية.
هذه القصص في السورة تذكر الناس بأن لا يغتروا بالدنيا ولا يظنوا أنهم يمكنهم الهروب من حساب الله إذا لم يتبعوا أوامره. إن الله تعالى قوي جدًا ويعاقب الظالمين.
5. الدروس المستفادة من السورة
سورة النازعات تقدم الكثير من الدروس والعبر. أولًا، تذكرنا بضرورة التوبة والعمل الصالح قبل أن يأتي يوم القيامة. السورة تحثنا على الإيمان بيوم الحساب، حيث سيتم مكافأة المؤمنين بالعمر الأبدي في الجنة، ومعاقبة الظالمين والمكذبين في جهنم.
كما تذكر السورة أيضًا كيف أن القوة الحقيقية هي لله وحده، وأن البشر مهما وصلوا إلى درجات عالية من القوة في الدنيا، فإنهم لا يستطيعون الهروب من قدر الله.
6. خاتمة السورة – تحذير للمكذبين
تنتهي السورة بذكر مصير المكذبين بيوم القيامة. تقول السورة:
“إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَنۡ يَخْشَىٰ”
أي أن ما ذُكر في السورة هو عبرة لمن يتعظ ويخاف الله، فلا يغفل عن يوم الحساب.
7. المعاني والأخلاق في السورة
السورة تعلمنا الأخلاق الحميدة مثل:
-
الصدق مع الله: المؤمن يجب أن يكون صادقًا في عبادته وفي عمله مع الله.
-
التوبة: إذا أخطأ الإنسان في حياته، فإنه يجب عليه أن يتوب إلى الله قبل أن يأتي يوم الحساب.
-
الاستعداد للآخرة: علينا أن نستعد ليوم القيامة من خلال الأعمال الصالحة والطاعة.
8. شرح بعض الكلمات
-
النازعات: هي الملائكة التي تنزع الأرواح من أجساد البشر.
-
الناشطات: الملائكة التي تحرك الأشياء أو الأرواح بسرعة.
-
الشارقات: الزلازل أو أي أحداث طبيعية تحدث بسرعة وقوة.
-
الفواق: هو الارتفاع والانطلاق بسرعة.
9. أهمية السورة للأطفال
سورة النازعات تعطي الأطفال فكرة عن قوة الله تعالى وتذكرهم بأن هناك يومًا سيحاسب فيه كل شخص على أعماله. من خلال فهم هذه السورة، يتعلم الأطفال أهمية التوبة والصبر وأيضًا يعلمون أن الدنيا ليست دائمة. علينا أن نعمل جاهدين لنحسن من أعمالنا وأن نكون دائمًا على استعداد ليوم الحساب.
تُعد هذه السورة من السور التي تشجع على التفكر في قدرة الله وفي أحداث الآخرة، وهي تذكرنا بحقيقة أن الحياة قصيرة وأن النهاية تأتي بغتة، وبالتالي يجب على الجميع العمل بالطاعة والإيمان.
بهذا الشرح البسيط للأطفال، يمكننا أن نغرس في نفوسهم القيم الإسلامية، من إيمان بيوم القيامة، وأهمية العمل الصالح، والإيمان بقدرة الله على كل شيء.

